الأربعاء، 15 يوليو 2020

هل يفترض أن تفضل مكانا محددا للعمل على نموك الروحى ؟

 البيت ام بالخارج وسط الطبيعه ؟؟

 لو أنك تسعى للنمو الروحى ؛ بافتراض أنك تؤمن بأنك لست هذا الجسد الذى تبدو فيه من ثدييات هذا الكوكب .. و أنك هنا روح تخوض تجربة تجسدية فى عالم المادة ؛ فأنت بحاجة عاجلة للعلم الروحانى الذى يؤهلك لاكتشاف ذاتك , جوهرك الروحى الأبدى الذى جاء من عالم الارواح الى هنا , هذا الجوخر الذى يتجاوز الوجود المادى و البشرى و المحدود كى تتمكن من خوض التجربة بنجاح و تخرج منها عائدا دون أحتمال لعودة و خوض تجربة جديدة تكمل فيها نواقصك 
و فى حين نجد أن البعض يكتشفون حقيقتنا الروحية من خلال التأمل المنتظم و التدرب الروحى  على يد معلمين ؛ منهم الحقيقى و منهم المزيف ؛ فإننا نجد أن البعض يواجه يقظة مفاجئة ؛ قد يجدها  من خلال أحلامه او تجربة موت قريبة إثر حادث من أى نوع ..
 فهل فكرت أنت يومًا في أفضل مكان للعمل على نموك الروحي و اكتشاف ذاتك و جوهرك  الذى تظنه منفصل عن الله تعالى  ؟
يقول أحدهم " أوعسطين " فى " فرس النهر " :  " العالم كتاب مفتوح , و اولئك اللذين لا يسافرون ؛ يقرأون صفحة واحده فقط
"العالم كتاب ، وأولئك الذين لا يسافرون يقرأون صفحة واحدة فقط" - أوغسطين من فرس النهر

هل فكرت بأن تكون جزءا من الطبيعة ؟
يميل البشر إلى تمجيد الألغاز و الأساطير , و لطالما كان استكشاف الأراضى البعيدة ؛ حلما للكثيرين .. و ربما أنت أيضا شخص يشعر بالقشعريرة , و التحفز و يحركك الشوق و اللهفة عندما ترى صورا لمناظر طبيعية ساحرة لأراض بعيدة عن محل إقامتك , و ربما يجذبك بلد معين او موقع محدد منذ طفولتك تسمع عنه و ترى له صورا تشعل خيالك و تحلم بالسفر إليه و التجول بين تفاصيله التى الما رأيتها فى الصور ..  
الشعور بكونك جزء من هذا الكون .؛ ممتع .
هل حلمت عندما كنت طفلا بريئا بان أراض بعيدة تمتلىء بالكنوز و الثروات و الجمال الخلاب و المغامرات المثيرة , هل قرأت عن جزيرة الكنز  التى يتجول فيها شخص يشبهك ؛ ليس لدية عملا أكثر من التجول على شواطئها و اقتحام غاباتها بحثا عن كنوز و ثروات مختفية هنا و هناك علي تلك الجزيرة البكر التى تدوس على رمالها و كأنك أول من ارتادها ..  ..؟ 
جين تشعر بابتعادك عن المنزل ؛ أنت تتخلص من كل أعبائك , و تشعر بمتعة جديدة لم تعهدها .. متعه تجدها فى هذا الاندماج فى وحدتك منفردا بين مناظر خلابة و ادغال مخيفة و طبيعة نقية و نظيفه .. خيالك يمكنه نقلك اليها مباشرة بمجرد نزولك من وسيلة نقلك - قطارا كان أو طائرة أو ... - هل لاحظت كيف يعمل خيالك حين تتخلص من أعبائك و مادياتك  ؟ انت تشعر كما لو أنك تخلصت من سلاسل و أغلال تقيد روحك ..
ربما تجد فى داخلك من يخبرك بسعادة : هذا هو الهدف من وجودك  .. ستكتشف متعه و تحصل على معرفة و تخوض تجارب جديدة مع الطبيعة و مخلوقاتها الأخرى عداك .. و فى كل مرة تقوم برحلة كهذه ؛ تشعر بزاد من المعرفة جديد و تجارب قيمة تتعلم منها فى إدارة حياتك العمليه و خضم أعمالك و مهامك الوظيفية , سوف تكتشف أنك جزء من هذه الطبيعة غير منفصل عنها .. جميع المعلمين الروحيين يخبروننا بأننا لن نحقق إنجازا على طريق النمو الروحى دون أن نشعر بأننا منتمين الى هذه الطبيعه , إلى هذا الكون الفسيح المترامى الأطراف ..

نموك الروحى فى بيتك ..
و لكن ماذا لو أنك ممن يمرضون حين العودة من هذه الرحلات ؟ لعل نموك الروحى له أسلوب آخر .. فأنت تحب التعبير عن سعادتك و فرحك  فى لحظات مشتركة مع أسرتك .. أصدقاءك و جيرانك , ربما ترى أنك لست بحاجة للسفر كى تعثر على تجارب جيدة و ممتعة , ربما لديك الكاريزما التى تؤهلك لفتح أعينهم على رؤية الأشياء الجميلة من حولهم , تشعر باتصالك العميق بالأشياء الجميلة و الأماكن و الأشخاص , ربما تجد متعتك فى زرع خضراواتك .. أشجار حديقتك .. زهورك .. تحب الرسم على جدران البيت من الداخل و من الخارج , تقضى وقتا مع أطفالك و زوجتك  و تقترب منهم بحميمية ؛ هذا العالم بالنسبة إليك يمثل مهربك من عالم المادة و العمل و مهامه الثقيلة أحيانا .. ما نحكيه هنا ؛ هو من أعمال الروح و إيحاءاتها لك ..  فقط كن على راحتك و انفصل على أشغالك و أوقف التفكير فى مهام الأعمال و تفاصيلها .. فكر فقط فى إنطلاق روحك .. جوهرك فى التعبير عن نفسه  بلا غيود أو تحفظات و تابوهات فارغة .. فقط تصرف بأريحية و اشعر بتفاصيل كل شىء من حولك ..

.و الآن ؛ جاء دورك لتخبرنى ..
. أين تجد الفرصة مواتية للعمل على نموك الروحى ؟  فى البيت وسط العائلة و من تحبهم ؟ أم حين تنطلق إلى الطبيعة البكر حين يسافر إليها خيالك سابقا إياك إلى مغامرة جديدة و تحرر غير محدود .. ؟  الامر ليس بحاجة لبذل جهد كبير لكى نراه .. لكنى أنتظر ما تعتقده أنت .. ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التأمل .. ما هو ؟ و ما ضرورته ؟

 لو أنك لا تعلم ؛ فالتأمل ؛ حالة الصمت التام و الانفراد بالذات .. هو أمر من الضرورة بمكان ، و لهذا عبر عنها النص المقدس بأنها " كتابا م...