الثلاثاء، 21 يوليو 2020

من هو .... الله ؟

  
من هو الله ؟ و من نحن ؟
هل ...  " الله " كائن إلهى يجلس فوق السحب فى مكان ما على عرشه ؟هل هو مجرد إله يملى عليك الاوامر و يريط كيف يجب أن تكون حياتك ؟ هل يحكم على تصرفاتك و ينتقدك و يتوعدك بالعذاب و النار و يمنيك بنعيم الجنة ؟
     الله ليس كائنا فرديا , بل هو طاقة إلهية تتخلل كل شىء  حيا كان أو جمادا .. قد نعلم أن "  الله " لفظ يحمل تفسيرات عديدة حول العالم .. و  قد يكون " الله "  لفظا يحمل تعميما فضفاضا , لكننا نعلم أيضا أنه اسم يحمل دلالات حقيقية عديدة ؛  بالإضافة إلى  تلك الدلالات السلبية التى يحب دائما أن يشير إليها رجال الأديان , ليس لانهم يعظمون " الله " بل لانه هو ما يربط بين الناس و بين ما يقوله الكهنوت عن الدين لشعوبهم .. لقد افتروا الكثير من الأكاذيب عن الله فى مواجهة التابعين لهم , و لكن هناك القليل من الحقيقة فى هذا ؛ لاننا أصبحنا نعلم أنه لكى تنطلى كذبة ما على الناس ؛ عليك أن تخلطها ببعض من الحقيقة , لأنك لو قدمتها لهم بوقاحة عارية  ؛ فلن يصدقها أحد , و سيكتشف الناس أن كهنة الأديان يكذبون بكل تأكيد ..

رؤية الكهنة  لله تعالى ؛ ضللت الملايين 
  رجال الأديان ؛ بشر , و لكى يسهل عليهم تقديم تصورهم عن الله تعالى للناس ؛ أسقطوا عليه " الله "بشريتهم ,  بعض صفات البشر , لقد أسقطوا بشريتهم على أفكار الله و على ردود أفعاله حين يعصى الناس أوامره و نواهيه التى يقدمها لهم الكهنة حسب رؤيتهم هم , و قد فعلت الأديان كل هذا , كى تسهل على الناس تصور من هو الله .. ربما كان هذا معقولا لأن الناس بحاجة إلى تصور إلههم الذى فى السماوات .. لذلك فإن ظهور أول رجل يقدم لهم هذا التصور ؛ فهم يتبعونه و ينبهرون به .. هذا رجل  يعرف الإله  .. يستخدم مخيلته التى تحاكى مخيلاتهم ؛ من هنا ظهرت الأديان أو المنظمات أو النموذج المثالى ممن يعتقدون أنه يعلم عن الله أكثر منهم ..هذا ما فعلته الأديان و رجالها طوال التاريخ الإنسانى , حيث صوروا العديد من الآلهة  على صورة اشخاص كى يمكنهم فهمهم و تصورهم 

  هل وصلنا الآن الى مفهوم لله .. ؟
بوصولنا الى عصرنا هذا سيكتشف الناس ان " الله" الذى يبحثون عنه منذ آلاف السنين  ؛  ليس موجودا فى مكان ما فى السماء , و ليس مختبئا فى مكان ما بين النجوم أو المجرات  ؛ بل هو موجودا هنا دائما .. حيث تتخلل طاقته " روحه " كل شىء ,  و إلا كيف تفسر قوله تعالى " و نحن أقرب إليه منكم و لكن لا تبصرون " أو قوله تعالى " و لقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس به نفسه , و نحن أقرب إليه من حبل الوريد "   يحدث الآن فى العالم أجمع تحولات فكرية كبيرة تنتشر , تصورا جديدا عن " الله " , ميثولوجيا جديدة و احتمال مثير ينقل فكرة الألوهية إلى مقام أعلى و أجل مما كان سابقا ..فالتصور أن لله صورة ذكرية دون الانثوية ؛ تصور خاطىء أيضا .. إذ كيف يكون " ليس كمثله شىء " ؟ لو قلنا انه ذكر و ليس انثى مثلا .. ناهيك عن أننا أخيرا إكتشفنا أن لكل إنسان بداخله نقيضه ..  تخبرنا الفيزياء الكمومية بانه يربط كل مفردات الكون و تفاصيله ؛  شىء ما مثل الجاذبية التى يعرفها أهل الفيزياء .. شخصيا ؛ أحاول تخمينها و الإشارة إليها و لو تلميحا .. ربما تكون .. ربما يكون  طاقة " الحب " .. "؟"  ربما ؛ لم لا .... ؟

هل يمكننا أن نلم بكينونته ؟
كل ما حولنا , كل شىء تقع عليه أعيننا .. نفكر فيه بعيدا ؛ فيه جزء إلهى  يحييه أو ينظم تكوينه و طبيعته .. ربما لا يعجب البعض هذا لأنهم تعودوا أن تصورا لله تعالى فى قالب ما .. تعلمنا على يد الكهنوت بأن كل الأمور الحسنة التى تحدث لنا ؛ هى من الله فى حين أننا منذ ولدنا , لا نساوى شيئا ؛ هذا غير صحيح بالمرة .. نحن بحاجة لكى نفهم  أن الألوهية ؛ محبة و هى طاقة الألوهية التى تربط كل شىء فى الكون و تتخلله , ليس علينا سوى رؤيتها فى كل الكائنات الروحية و المادية و الجمادات ؛ إنها تنتظم كل شىء و تتخلل كل شىء و تمسك كل شىء ببعضه .. كل شىء هذه ؛ تعنى مطلق الأشياء و الأسباب و القوانين , فلا شىء خارج عنها سواه  " الله " المتخلل كل شىء أيضا , و المحيط بكل شىء  أيضا .

و .. من نحن ؟ و من الله ؟
هذا يشير إلى أننا كمخلوقات بشرية ؛ نتمتع حرفيا بقدرات إلهية ؛ ذلك أنه بث من روحه فينا , أى أننا يفترض أن نتصرف ككائنات إلهية  و إن أقنعونا بغير ذلك .
ينبغى ألا نتصور أننا نعبد إلها على شاكلتنا من قريب أو بعيد يتواجد فى كون ثلاثى الأبعاد و يتشكل فيه بصورة تشبهنا .. هذا ليس مقاما ألوهيا , أن ينزل فى النصف الأخير من الليل ليبحث عمن يغفر له و يبحث عمن يدعوه  ساهرا فى هزيع الليل الأخير , اأو أن يخصص ساعة من يوم جمعة كما يروون كى يستجيب للداعين بالشفاء او الغنى أو ايا ما يدعونه ..هذا منطق بشرى لا يليق بجلال الألوهية .. يوم نتوقف عن السماع لاسطوانات الكهنة و نفتح لأفئدتنا أبوابها ؛ سنواجه الله تعالى وجها لوجه .. سنعلم أنه حقا طاقة تتخللنا و تحيط بنا و تمسك بامورنا و الكون كله .. هل تشبة الكهرومغناطيسية .. لا ؛  ذلك انه ليس كمثله شىء .. إقرأوا إن شئتم قوله تعالى " إن الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا , و لئن زالتا ؛ إن أمسكهما من أحد من بعده , إنه كان حليما غفورا "  و أتعجب ؛ كيف كنا نستهجن قولا ك " الله محبة "|  هذه الطاقة التى تتخلل مفردات الكون و تحيط به و تنتظم عمله ؛ لا يصح أن تكون سوى طاقة إلوهية ..

كينونتك الملائكية حبيسة المصفوفة 
 و نحن البشر اللذين تقبع فينا روح الإله و تحيينا ؛ لسنا أبدا ضعفاء أو عاجزين و لا يريدنا الله أذلة بين يديه فى دور العبادة التى بناها الكهنة .. فقد كذبوا علينا و نحن استمرأنا الكذبة , و أخلدنا إليها كسلا و تواكلا ..أفكارنا تصنع واقعنا و قانون الجذب يعمل لصالحنا نحن دون غيرنا من كائنات هذا الكون الشاسع لانه ما صنع سوى لخوضنا تجارب التجسد المادى هنا و هناك .. لست ضعيفا . لست ذليلا لأحد و لا حتى لله ؛ لأنه كرمك و بث فيك من روحه .. لست ضحية لأى مخلوق , غير أنك تستمرىء الخضوع كسلا و تواكلا .. 

استيقظ الآن و إلا فدرسك انتهى 
ربما تستيقظ يوما  لتقرر ان تتوقف تماما عن لعب دور الضحية لمصفوفة الكهنة و الإعلام العالمى و تخطيط العائلات الخفية أو من وراءها .. حينها لن يقوى أحد على إيقافك او تعطيل مهامك ككائن ملائكى .. إلاهى ..  فقط استيقظ كى توقف من يحاول النيل منك او سجنك فى نظامة العقائدى أو غيره .. ستتوقف حتى عن أن تنال من غيرك .. تنطلق حرا ..

التأمل العميق ؛ وسلتك الأفضل 
 سيد لنفسك مكتفيا بذاتك , تتصل وقتما تشاء بالله تعالى من خلال التعمق فى ذاتك ,  داخلك كون لا نهائى كذلك الذى بالخارج .. تأمل لتتصل بالإله .. تأمل " الصلاة " الكتاب الموقوت , اتصالك المباشر يتيح لك الوصول الى معارف و علوم لا يمكن الوصول إليها سوى من هنا من داخلك .. التأمل يتيح لك التردد المناسب لهذا التواصل .. فقط أنت بحاجة الى إلى أن تمسح كل ما تعلمته سابقا ,, كى تتعلم فى حضورك الإلهى .. لن تتمكن من اليقظة الفعليه كى تتوجه نحو نور السماوات و الارض ؛ قبل أن تمسح تما من ذاكرتك كل ما سبق و أن علمك اياه والديك أو مدرسيك أو تقاليد مجتمعك ..و إلا ؛ فهل كنتم تظنون أن النبى موسى كان مطلوبا منه خلع حذاءه و وضعه تحت إبطيه ..

========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التأمل .. ما هو ؟ و ما ضرورته ؟

 لو أنك لا تعلم ؛ فالتأمل ؛ حالة الصمت التام و الانفراد بالذات .. هو أمر من الضرورة بمكان ، و لهذا عبر عنها النص المقدس بأنها " كتابا م...