الجمعة، 14 أغسطس 2020

رحلة الإسراء و شفاء الروح

حين تستيقظ روحك تشير الى مواضع الخلل فيك ..

 على أى وضع كان ؛ سوف تستيقظ الروح الجنينية فينا , حتى لو كنت من أصحاب الموروث و تقاتل من أجله العالم كله .. هناك حالة شفاء لابد و أن تمر بها روحك , المفاجأة .. هى أن الروح وحدها هى التى تقرر متى تبدأ حالة الشفاء تلك؛ من أجل أن تبدأ صحوتك , لانها جزء طبيعى من عملية الصحوة التى يمر بها كل إنسان .. نعم كل إنسان ..  روحك تعرف التوقيت الإلهى المناسب لك , و ستبدأ بإعطائك بعض العلامات و سوف تكون محددة تماما فى هذا كى تواصل استيقاظك و بناء وعيك ..

اربع علامات  لبدء رحلة الشفاء الروحى 
فى رحلة الهبوط ؛ كانت الروح سقيمة و غير راضية رغم كونها قررت و اختارت .. فهى تعلم بان الامر كله تجربة مادية للتعلم و ازدياد الوعى و توسعته .. و فى لحظة ما ستبدأ بأعطاءك العلامات فانتبه ..

1 مشاعرك حساسة للغاية   
هذه علامة واضحة جدا لكى تعلم ان روحك تحثك على  التشافى , ستجد انك تحولت الى شخص شديد الحسايية , مرهف الحس , و تتحسب للامور و تقلبها على أوجه عدة .. هذه روحك تدرك بأن الوقت قد حان لبدء رحلة التشافى و تعيد تنصيب برامج و إعدادات جديدة تليق بمرحلة بدء إسرائك .. فمن أجل تعافيك ؛ عليك أن تشعر و لكى تشعر يجب رفع درجة حساسيتك الى مستوى لا يمكن تجاهله او التملص منه , هو أمر ضرورى إذن .. ذلك ان شفاء الروح هو أمر لا مناص منه ..
 2 - التعاطف مع آخرين حولك .. 
 التعاطف حالة بديهية لا تميز بين أى من مخلوقات الكون .. انت جزء منه و فيك كل تفاصيله و سننه و قوانينه ... حالة التعاطف تلك حين تبدأ تنتابك ؛ يتوجب أن تحتفل بها إحتفالا مهيبا فقدرتك على الشعور بمشاعر الغير , حين تتوضح فيك و تعمل ؛ تأكد بأن رحك الجنينية استيقظت و تفعلت و بدأت رحلتك الإسرائية نحو الذات العليا و هو شعور رائع و مذهل و يمنحك المسئولية عن كل مخلوقات الكون .. غير أن الامر يعمل بطريقة ما لصالحك أنت , قد تجده قاسيا نوعا ما لكنك ستكتشف أن كل حالة تتعاطف معها ؛ لها صدى داخلك .. فأنواتك كثيره بما لا يمكنك تخيله كل ما تراه خارجك .. ستكتشف أنه داخلك و يتم معالجته و تتم معالجته ببصيرة الروح الإلهية الأبدية .. ستجد ان كل من حولك و تتعامل معهم ليسوا سوى مرآة للظلام و الآلام و الشقاء داخلك أنت .. أنت الآن ؛ تتخلص منه واحدة فأخرى فى عملية "| شفاء الروح . . إذا خايلك الأمر كما أصفه لك ؛ فهل ترى أنه يمكنك التهرب من شقاءك دون معالجته ؟؟ 

3 - أنت تشعر بالضيق 
  العلامه التالته هى شعورك بأنك عالق فى هذا الطريق .. و ربما يزداد شعورك بكونك متورط فى طريق استنارتك .. يقظتك لم  تكن بقرار منك تحديدا ... لكنها بقرار من الروح التى وجدت أن الوقت قد حان .. ربما تود التراجع , و ستكتشف ان قرارا كهذا مستحيل تنفيذه حال بدء رحلتك الإسرائية و شفائك الروحى رغم كونك ترى العقبات بوضوح طاقاتها السلبية .. لكنك تفضل أن تعالجها .. بقرار من الروح نفسها التى تمثل جوهرك الإلهى الثمين .. سترى جبالا مما حملته منذ بدأ وعيك للحياة , و ستقرر نسفها واحدا وراء آخر فى لحظات خاطفه تتغلب على لحظات طويلة من تفكيرك فى التراجع و العودة الى حالة الدعة و الاستسلام 

 4 - تشعر بالتحرر و الخفة 
هذا شعور ستجده بعد ان تكتشف جبال أحمالك التى كنت تئن تحتها و تنسفها نسفا ..ستجد انك تحررت من سجن و انطلقت من قيد و ربما قيود عدة , تكتشف انك تنتبه مباشرة لأسباب شقاءك و تجد بأن إلقاءها عن كتفيك أمرا بات ميسورا و سهلا , و لم يعد صعبا أو مستحيلا كما كنت تتصور , و ستجد رغم معاناتك التى تطهرك و تعلمك ما لم تكن تعلم ؛ لذة فى التخص منها او معالجة أسبابها .. ستكتشف على وجه اليقين كم أن المستحيل كلمة لا معنى لها و ستجد ايضا أن كل ما يمكنك التفكير فيه أو تخيله ؛ يمكنك ببساطة خلقه لانك تكتشف رويدا أدوات الكون و قوانينه و سننه .. سيسهل عليك ببساطة أن تمضى قدما التمكين و الإستقرار و الثقة و شفاءك الروحى و الشعور بالأهمية التى منحت إياها ذات قرار أخذته .
خلاصة .. 
يتعلق الأمر بأن تكون مشاركا نشطا فى رحلة إسرائك , بدلا من مجرد ترك حالة اليقظة تنجرف بك هنا أو هناك .. ستشفى نفسك - لاحظ اننى احدثك عن أنواتك النفسية  السلبية جميعها - و تعالج سلبياتك و معايبك أو أمراضك .. تمشى او تركض مستمتعا برحلتك الإسرائية و انت مدرك تماما اين تضع قدمك و ستلاحظ انك لست " أنا " التى يعلو صوتها غالبا , بل هناك أنا جوهرية تحمل بصمة الروح الإلهية جاء دورها لحمل الأمانه و توجيه المسيرة و هنا تبدأ متعتك الحقيقية و جنتك الوجودية و بصمة ألوهيتك .. فأنت .. لو لم تكن تعلم روح إلهية تخوض تجربة مادية , و ما مضى من حياتك ؛ ليس سوى آثار صدمة الهبوط و النسيان .. و جاء وقت التذكر 
حين تستيقظ الروح ؛ تتصل بك عبر هذه العلامات الاربع .. لتخبرك بأنه قد حان أوان الصعود  و هنا سوف تكون نبراسا لمن حولك بعد أن كانوا - و قد يظلوا لبعض البعض- مرآة لداخلك  من شعوب و قبائل ..انت الآن تعرفهم جيدا و قد بدأت بتحييدهم او تجنيدهم لصالحك .. و هو العمل الصالح بالمناسبة .. ذلك الذى دائما ما يتحدث عنه القرءان .. فمن ضمن جبالك التى نسفتها ؛ قناعتك بأن العمل الصالح هو بناء مسجد او دار أيتام ’ أو التبرع ببعض أموالك  للفقراء .. هذا ليس عمل صالح , لانك ستجد فيه حظ النفس ما يفسدها .. العمل الصالح هو التعرف على انوات نفسك المتغولة فى السوء فتصلحها عبر تجارب حيواتك المتعددة .. و سوف يتاح لك هذا حين تبدأ بدك جبالك و نسفها ..

  



هناك تعليق واحد:

التأمل .. ما هو ؟ و ما ضرورته ؟

 لو أنك لا تعلم ؛ فالتأمل ؛ حالة الصمت التام و الانفراد بالذات .. هو أمر من الضرورة بمكان ، و لهذا عبر عنها النص المقدس بأنها " كتابا م...