السبت، 22 أغسطس 2020

مستويات الوعى الإنسانى

 مستويات الوعى الإنسانى 

يمكننا تبسيط الحديث بتصور شكل توضيح يشبة جدول الإحصاء , غير أنه بعمود رأسى فقط .. و تعال نقسم هذا العمود المتدرج الى عدة أقسام محددة فى تدرج من الصفر إلى الألف مثلا .. سيكون هناك قسمان رئيسيان أحدهما ينتهي بخط أخضر - لأننى أتفاءل به -  عند الرقم 200؛ كل ما تحت الرقم 200 مستويات وعى متدنية تسودها غالبا شعور بالضعف و انعدام المساندة و اليأس و القنوط و الحركة فى هذا النطاق فقط للنجاة و الدوافع أنانية للغاية و إن تجملوا و حاولوا إظهار غير ذلك 

أما ما فوق ال الرقم 200 فى التدريج ؛ فدخل فعليا مستويات وعى منطقة القوة , و لا يخاف من الآخرين و يكون أكثر سعادة فى حياته عموما و إن كان مفلسا " تصور يا مؤمن " ..


مستوى الوعى الإنسانى المتدنى  من 1 إلى 9 : 

1- العار..  تمثل أقل المستويات و أكثرها خطرا على حياة صاحبها , تقريبا لا ينجو بحياته فالعار مرتبط بالضعف و القسوة على نفسه وعلى غيره ممن يقدر عليهم وكثيرا ما يكون منطوى و خجول و يتبدى العنف فى تصرفات الأطفال المتسمين بحالة العار.. 


2 - الذنب …  يميل دائما الى لوم نفسه  و كرهها و غالبا يكون مريض نفسى و لديه ميول انتحارية كعقاب لنفسه أو انه يحاول إنكار حالته لمن يكتشفها .


3 - اللامبالاة … من أهم سمات هذا المستوى اليأس و فقدان الطاقة للحركة و لا يؤثر فيه محفزات و تعب استجابته  لأي ضوء أخضر يشير إلى إمكانية خروجه من هذا المستوى أو يحفزه للحركة الإيجابية , و مثاله أولاد الشوارع و أغلب كبار السن وذوي الأمراض العصية على العلاج فى اعتقاده 


4 - الأسى … الحزن والخسارة,  ندم  و احداد دايم وحسرة على ما فاتهم و هى درجة الفاشلين الذين اعتادوا على الإنهزام كأسلوب للحياة و يشعر أن ما خسره لا يمكن تعويضه .. فربما إذا خسر من يحب فلن يمكنه تعويضه , أو خسر بعض المال فربما فكر بأن حياته انتهت .


5 - الخوف …  للخوف طاقة محركة , و لهذا فأصحاب هذا المستوى لديهم دافع للحركة و الحياة - ناهيك عن نوعها - و لعب الميديا على مخاوف الناس من أهم أصول التسويق التجارى , و المشكلة أن هذا المستوى من الممكن أن يصل بصاحبه إلى درجة عالية من التوتر و الوهم , و يصعب مهمة التطوير الذاتى بخلقه آليات دفاعية تمنع صاحبها من المشاركة فى الحياة الطبيعية .


6 - الرغبه … ؛ هنا طاقة أعلى قليلا من طاقة الخوف , لأنها تدفعك لبذل أقصى ما أمكنك لتحقيق هدف مهم فى حياتك , الرغبة فى المال و المكانة و السلطة دوافع مهمة لمن تجاوز مستوى الخوف المقيد للاستمتاع بالحياة , و مع ذلك فهذا مستوى يتعرض اصحابه غالبا لإمان الرغبة فى جمع المال , او الإدمان فى تولى مواقع قيادية و إن لم يكن يجيدها , و من السهل سقوطهم و تراجعهم إلى مستوى العار و الأهم أنه مستوى لا يشبع صاحبه و يحوله إلى عبد لرغباته فيفقد الإستمتاع بحياته ككل .


7 - الغضب .. غضبك قد يورطك و  يدمرك ؛ و قد يدفعك للنجاح و بناء عالم يخصك و يمتعك و يصعد بك إلى مستوى أعلى منه فغضبك من الظلم الاجتماعى و القيود على الحريات و و انعدام المساواة ؛ يمكنه أن ينقلك إلى مستويات وعيويه أعلى منه .


8 - الفخر " الكبرياء " .. هذا المستوى هو الشائع حاليا و هو جيد قياسا لما سبقه من مستويات , بينما لو قارناه بما يعلوه فليس كافيا على الإطلاق , فمن الممكن انهدامه سريعا ,  فهو غالبا يعتمد على عوامل خارجية ؛  لو لم توجد أو فقدت ,  فمستوى الوعى يتراجع إلى المستويات الأدنى أو بقاءك فيه مع ملازمة الخوف الذى يمنعك من إقتحام الصعاب و المغامرة الممتعة .


9 - الشجاعه .. طاقة تواجه بها مخاوفك  و تقتحم صعاب الحياة و ترغبك في تعلم الجديد دائما  , و هى تمثل فاصل مهم بين الشخص الإيجابى و  السلبى و الضعف و الإكراه عن القوة و الضعف , فى هذا المستوى أنت ترى العالم مثير و محفز و المغامره فيه ممتعه , بينما فى المستويات الأدنى سترى العالم مخيف و مرعب و لا داعى فيه للمغامرة و يفضل المشي بجانب الحائط 

10 - مستوى الحياد .. فيما سبق من مستويات ترى العالم بين الابيض و الاسود و قد تتحكم فيك حالة من العنصرية و الانتماء الطبقى , بينما هنا ستجد الشخص منفتح على العالم و قابل للتعدد , لا يهتم كثيرا بالفشل  و لا تجده متوترا  بل هادىء يفكر و يرتب أموره دون الاهتمام بالنتائج لكنه يأخذ بالأسباب التى تؤدي لنتائج مباشرة  , و لا يتحكم فيه الخوف من المغامرة واقتحام مجالات جديدة يستكشفها , ستكون لديه ثقه عالية بالنفس و ليس من السهل تخويفه أو تهديده , بالإضافة إلى أنه غير مهتم بإثبات أى شىء يخصه  لأى شخص .


11- الإستعداد … يمكننا اعتبار المستوى السابق هو مرحلة انتقالية بين مستويات الضعف مجتمعة و مستويات القوة  , و يسمى مستوى " القوة " إذا اعتبرنا ما سبقه فوق تدرج ال " 200 " تمهيد وتعبيد النفس لمستويات القوة ؛  كونك تتغلب على مقاومتك الداخلية للإستمتاع بحياتك هو استعداد لخوض تجاربها بثقة ,  و لا خوف لديه من أى شىء و مستعد لمواجهة العالم كله بانفتاح و محبة .. هنا غادر الفخر و الكبر و لديه استعداد طبيعى للنظر فى معايبه لإصلاحها أولا بأول , و لا مانع لديه من التعلم وزيادة وعيه فليس لديه أدنى عرقلة فى عملية التعلم و توسع الوعى .


12 .. القبول .. هنا يحدث تحول كبير في وعي الإنسان ؛ أنت تدرك أنك مصدر و سبب كل ما تختبره في حياتك .. سعادتك تنبع من داخلك ,  فالخارج مرآة لما بداخلك .. مع ذلك فهو انخراط فى الحياة بحياد وموضوعية ,  و لا يلزمك  التأثير فيها أو إخضاعها ؛  ف إنكفاءك على إصلاح داخلك " عمل الصالحات " يكفى للانعكاس خارجا على مرآة نفسك , يبدأ إدراكك فى التوسع فلا تشويه ولا تفسير خاطىء يناسب سوء ظنك " سابقا " ؛ ذلك انك تتخطى مرحلة إنكار المعايب الإنسانية .. و يسعى للعمل الصالح و يؤمن المساواة و ينكر التعصب لجنس أو لون أو دين أو جنسية ..


13 - العقل … تتجاوز عواطفك المستويات الدنيا , و يحل محلها الذكاء و العقل و بيتصدر قيادة الجسد بلا عواطف سلبية .. العقل صافى و خالى - رايق - يمكنك التعامل مع معارف متعددة و معقدة و توظفها لتحقيق قدر وعيوى سريع .. المرحلة معيوبة بقصور العقل الذى لا يميز بين جوهر المسائل المعقدة و نقطتها الحرجة ..يهمل سياق المسائل المعقدة و يفتتن المفاهيم و النظريات و و لا يرى البانوراما كامله , كأن يرى الشجرة دون الإهتمام بالغابة , و تنوع الحياة فيها .


14 - الحب .. طبعا ليس مقصدنا هنا حب التملك و الانجذاب العاطفى والجسدى , لكن الحب هنا هو حب مصدرة داخلك .. دائم  لا تغيره الظروف و الأهواء .. تغفر و تسامح و تنمى الايجابيات فيك أو فى غيرك و لا تهاجمها |أو تنتقدها , تحقق أعمال عظيمة , و ثريه بدافع نقى و مقصد سامى .


15 - الفرح .. ليس فرحا مصدره الخارج .. بل فرح داخلي دائم و مستمر و منفتح على فرح الآخرين , و مصدره ذاتك المستقرة و الواعية فهو داخلى صرف .. هذه المرحلة يميزها تقبلك لكل الأمور سواء سلبيه  أو إيجابيه بحياد و ثبات عاطفى , حين تصل هنا ؛ تجد كل شىء حواليك تجلى واضح لله و للمحبه الشاملة للكون و تفاصيله بإعتبارك جزء منه متوحد معه ويمكنك أن تحب الكل بدون تمييز .. و راغب فى إفادة الحياة بوجودك ممثلة فى نفع كل الناس دون تمييز 

16 - السلام … و الاستنارة ..

   الدرجتان معا ؛  يمثلان  ذروة الوعى البشرى .. لا يتوصل اليهما الكثير من الناس؛ فمن يتوصل إليهما ؛ يمكنه تجاوز الزمان والمكان سواء بسواء؛ تختفي أناه " الإيجو " تماما و تنزوي بعيدا , يرى نفسه تجسيد حى  للوعى الكلى المطلق ويسره أن يهب  حياته و مجهوده لمنفعة البشرية جميعها  ..

 

فى الختام يمكنك أن تحدد مكانك بين هذه المستويات فى تعامل أو فى طريقة تعاملك مع إحدى سلبيات المجتمع و البيئة من حولك .. ففى المستويات الدنيا ؛ غالبا موقفك سيكون رافض و متأذى و لن تقدم على عمل إيجابى بصددها , بينما فى مستويات القوة ستجدك نفسك مهتم بالإقدام على عمل إيجابى ربما يكون اقل تفاعل هو محاولة المساعدة فى تحويل السلبى الى ايجابى ..


هناك تعليق واحد:

  1. مقال مهم جدًا ومحغز ومرشد اكل من يرغب في تغيير وعيه للأفضل وبالتالي كل ظروفه

    ردحذف

التأمل .. ما هو ؟ و ما ضرورته ؟

 لو أنك لا تعلم ؛ فالتأمل ؛ حالة الصمت التام و الانفراد بالذات .. هو أمر من الضرورة بمكان ، و لهذا عبر عنها النص المقدس بأنها " كتابا م...