جسدك مزود بأسلحته الدفاعيه ..
تحكى الأدبيات الطبية جانبا من خبرة العاملين فيها ؛ ربما نوعا من النوادر و التسلية , و ربما للإشارة إلى أهمية ما نرمى إليه فى هذا المقال .. فأحدهم أخبره طبيبه - على سبيل الخطأ - أنه مريض بالسرطان , و قد لا تطول معاناته كثيرا ثم يموت ؛ فمات الرجل بالفعل فى غضون بضعة أيام ؛ هذه حالة معاكسة ل " الشفاء الذاتى " .
و نفس الحكاية حدثت مع سيدة مغربيه ؛ لكنها كانت مصرة على مواصلة العيش و التغلب على مرضها رغم استفحال الورم الخبيث فى
صدرها .. حين أخبرها الطبيب الفرنسى بعد طول فحص و تحاليل ؛ قالت له " ما زلت فى ريعان شبابى و عازمة على مقاومة هذا السرطان مهما كانت خطورته , و تمنى الطبيب فى نفسه ان يكون هذا صحيحا ؛ فعلمه و خبرته الطبية عمليا لا تشير الى امكانية ذلك و المدهش أنه فى خلال عدة أيام و قد انشغلت السيدة بما عزمت عليه , كان إصرارها على المقاومة يزداد يوما بعد آخر ؛ استيقظت ذات يوم و لم تجد آلاما .. ورما و لا أى أثر للورم الخبيث فى جسدها .. ذهبت الى طبيبها و طلبت فحصها و لم يجد الرجل أثرا بالفعل لمرضها و الطبيب غارق فى دهشته مصدوم غير مصدق لما حدث
رد قلبى ...
هل تذكر الجناينى عبدالواحد فى " رد قلبى " ؟ كان فاقدا للنطق بسبب قسوة الإقطاعى فى رده على طلبه يد " إنجى " لابنه " على " الضابط فى الجيش المصرى ؛ حين قامت ثورة يوليو بقيادة الضباط الاحرار , و أمام عمق رغبته فى مشاركة الناس فرحتهم و هتافهم فى الشارع ؛ هتف معهم و كانت ما نسميها بمعجزة الشفاء .. هل تريد المزيد ؟ احدى النساء كانت مريضة باكتئاب مزمن .. و كانت إحدى شركات الأدوية تجرى اختبارا لدواء مضاد للاكتئاب فاختارتها ضمن مجموعتى الاختبار , السيدة كانت متأكدة تماما من تناولها لدواء جديد و فعال سينهى معاناتها .. و بالفعل شفيت تماما و تعافت و عادت لتشارك اسرتها حياتها مستمتعة بعودتها ؛ ما لم تعرفه السيدة التى كانت مكتئة .. انها كانت ضمن مجموعة تتلقى علاجا وهميا و ليس العلاج الفعال ..
انت الدواء الوهمى ..
صرنا نسمع كثيرا عن ما يعرف بالاستشفاء الذاتى و تقنياته و اسراره و برامجه , فالامر لم يعد سرا و لا غريبا و لا مستحيلا .. يمكنك بالفعل ان تشفى نفسك فى أى مرض مهما كان فى عرف الطب الحديث ؛ مستحيلا .. و كما نقول دائما ؛ انت و ما تفكر , او أنت نتيجة تفكيرك , ساخبرك بأمر اكثر دقة فى موضوعنا ؛ فكر فى شفاء نفسك ؛ تشفى .. و الامر هنا لن يكون دون قصد منك تحصل على الشفاء كما فى الحالات السابقة .. كيف يمكنك ان تحصل على شفاء سريع بالتفكير فيه ؟ هل يمكننا ان نفعل ادوات جيش الدفاع فى الجسم البشرى ضد كل حالاتنا المرضية المستعصية و القابلة للشفاء فى عرفنا الطبى المعاصر ؟ الأمر ممكن جدا , فتعال نرى
ماذا يفعل تفكيرك فى الشفاء ؟؟
فى ورش العمل التجريبى حول هذا الامر بغرض توثيق ما يحدث فى وقته الفعلى علميا ؛ لقنهم العلماء نموذجا للتغيير الذاتى يجمع بين أحدث نتائج علم الأعصاب و فيزياء الكم ؛ تمكنوا من شفاء انفسهم بالفعل من مجموعة متنوعه من الاضطرابات النفسية و البدنية
كان من بين هذه الحالات : أورام ليفية و غدة درقية و إصابة حبل شوكى , و باركنسون و حتى اورام المخ .. اختفت كل هذه الحالات , ربما الأمر لا يصدق بسهولة , لكنه حدث و تم توثيقه فعلا .. كان العلماء يجرون قياسات معقدة للغاية لموجات دماغية , و إيقاعات للنبض و دقات القلب و مستويات هرمونية فى اللعاب و فى البول و تم توثيق كل هذه الملاحظات أثناء عمل الورش التجريبية تلك ..
كيف يحدث الشفاء الذاتى .. ؟
الحقيقة هى أنك مضطر لترك العالم الخارجى لبعض الوقت .. حين تفكر فى شفاءك من مرض ما سوف يؤدى الامر الى نفس الخيارات .. نفس السوكيات و تخلق نفس التجارب التى تعايشها من خلال فكرك ؛ و ما أعنيه هنا انك لن تكتفى بتخيل او تصور انك تتعافى من مرضك , بل عليك ان تعايش هذا التعافى بحواسك و بمشاعرك فهى رسولك الى الغدد و الهرمونات و كريات الدم البيضاء و التغيرات الكيميائية العصبية الداخلية ؛ رسولك - أنت القابع فى الداخل - انت الجوهر النقى مدير إدارة هذا الجسد المادى الذى تعيش به فى الارض خلال تجربتك المادية هذه .. و لأننا نعلم أننا لسنا مجبرين على التفكير بنفس الطريقة مدى حياتنا ؛ فيمكننا ان نتعلم كيف ننشىء مسارات عصبية جديدة و روابط عصبية جديدة بل يمكننا ان نعمل على إعادة تأهيل مسارات عصبية مهترئة او ضعيفة كى نتمكن من الخروج من حالة المرض الى حالة الشفاء و التعافى .
الشفاء الذاتى فكرة و معايشة ..
تغيرات الدماغ " المخ " تذهب الى تغييرات جسدية بعد ذلك , تماما كما يقول علم التخليق الجديد نسبيا , مما يثير فكرة قديمة تخبرنا بأن مصيرنا فى جيناتنا , و الفكر يمكنه تغيير الجينات لو تصدق .. فبإمكانك التأثير على جيناتك الوراثية التى تطور حالات و امراض معينة ؛ لتوقف عملها و تعمل على تنشيط جينات أخرى تمنحك صفات و حالات غير موروثة و غير صحية .. كأمراض السكرى مثلا ..
المفتاح يتمثل فى تقنية تسمى " البروفة العقلية " ، حيث تتخيل النتيجة المرجوة - حالة الشفاء الذاتى - بطريقة تجعل أفكارك الداخلية أكثر واقعية من بيئتك الخارجية. إذا جمعت بين نية واضحة للمستقبل الجديد الذي تريده وبين عاطفة عالية (مثل معايشة الفرح والامتنان) ، يمكنك أن تمنح جسمك طعمًا لهذه التجربة المستقبلية في اللحظة الحالية و يستجيب بطريقة سوف تذهلك ..
إجعل الأمر حقيقيا بدرجة كافية ..
فلو أنك استطعت جعل الأمر يبدو حقيقيًا بدرجة كافية ؛ فلن يعرف عقلك الفرق وسيطلق خلايا عصبية جديدة ويقيم اتصالات جديدة - مسارات عصبية جديدة - حتى يبدأ في الظهور كما لو كان الحدث قد حدث بالفعل ؛ و يمكنك الاستعانة بفيزياء الكم لمزيد من فهم كيفية سير العملية بتلقائية مثيرة , و تذكر أن حالات مرضية مزمنة ليست كحالات حديثة الظهور و فى كل الحالات فى مجتمعاتنا ؛ فإننا نكتشف متأخرا كثيرا معظم أمراضنا الصعبة , و لهذا قد يستغرق الامر منك بعض الوقت فلا تمل و لا تدع اليأس يصل الى بؤرة تفكيرك , لأنه سيقوض كل ما تفعل أو تنجز ..
خلاصة أمر الشفاء الذاتى
باختصار ؛ كل الاحتمالات واردة في هذه اللحظة الحالية فاختر لنفسك , إذا اخترت مستقبلًا جديدًا لنفسك من هذا المجال من الاحتمالات اللانهائية ، واستخدمت بنجاح البروفة العقلية لتجعل الأمر يبدو حقيقيًا بما يكفي من الأوقات ، فمن الممكن بالفعل ملاحظة ذلك المستقبل في الحقيقة من خلال إجراء تغييرات جينية في حمضك النووي.
أنت حرفياً - بعد قراءة هذا المقال - تصبح شخصًا جديدًا لأن عقلك وجسمك لن يتماهى مع نفسك القديمة .. ثم أصبحت أنت الدواء الوهمي الخاص بك حين تحتاجه , ستلجأ إليه و لو من باب التذكر و التفكير فى تجربته .. و إليك خبرا سارا : يمكنك أن تفعل هذه التقنية الرائعة مع أي شخص.. ليس عليك أن تكون عالم أعصاب أو حتى معلمًا روحيًا لجعل ما يبدو مستحيلًا ... ممكنًا.
جرب هذا بنفسك وانظر!
المصدر بتصرف : جوستيكا