شفاء الروح
فى بدايات رحلتك الروحية ؛ روحك ليست على ما يرام , تحتاج الى التشافى من بعض علاتها .. تنتج عادة من حالة التماهى مع البرمجة الموروثة من بيئتك و دائرتك المحيطة بك .
ففى رحلتك ؛ ستحاول ذاتك العليا إعطاءك - عبر بذرة الروح فيك - بعض الإشارات الرمزية ؛ لو لم تنتبة .. ستبدأ فى إعطاءك إشارات واضحة جلية .. لأنك إن عاجلا و إن آجلا لابد و أن تشفى و تستيقظ , ذلك أن الشفاء ؛ جزء طبيعى من عملية الاستيقاظ الحتمية , أما متى يحدث هذا ؟ فروحك هى التى تقرر متى يمكن أن يحدث .. جوهرك هو الذى يحدد الوقت المناسب .. فهو توقيت إلهى يستقبله الجوهر فيك ..
المدهش فى هذه العملية الشفائية , هو أن روحك - جوهرك - إلى جانب تحديده الوقت المناسب ؛ هو أيضا يشير لك الى مواطن العلة فيك و اللازمه لشفاءك الروحى ومواصلة صعودك فى رحلتك الروحية , و تعال نستعرض معا بعض العلامات البارزة ؛ تظهرها لك الروح الجنينية حين تجدك مستعدا وراغبا فى وعى جديد لأبعاد أعلى من بعدك التالت المادى .
أولا : مشاعرك جياشة , و حساسيتك مرهفة
اهم العلامات او الإشارات التى تنبهك الى محاولة الروح الاتصال بك ؛ هى مشاعرك المفرطة , هذه ليست مجرد صفة نشير بها الى فلان من الناس , فالروح تدرك بأن الوقت قد حان للاستيقاظ و بداية رحلة الشفاء و لهذا فهى ترفع درجة استشعارك لأذى الآخرين بالقول و الإشارة الى أقصى درجة تتحملها طوال الوقت .. لانه من الضرورى كى تتمكن من الشفاء , عليك أن تشعر ,تستشعر كثيرا من الامور قبل أن تصلك حتى .. يجب ان ترترتفع درجة حساسيتك الى مستوى لا يمكنك تجاهله .. لا يمكنك التملص منه .. ستعانى ؛ نعم و تتألم , و هو أمر ضرورى للتشافى و العذوبة
قد يبدو هذا كعرض عشوائي وغير مريح للاستيقاظ ولكنه في الواقع تعديل ضروري حتى تتمكن من الشفاء. كما ترى ، من أجل التعافي ، عليك أن تشعر ، ولكي تشعر ، يجب رفع حساسيتك إلى مستوى لا يمكنك تجاهله.
لا يمكنك التملص من هذا ، ويجب أن تعتبره شبكة أمان ، للتأكد من أنه لا توجد طريقة محتملة يمكنك من خلالها الفشل في إكمال هذا التحول الذي يقظ. إنه يتأكد من أنه بغض النظر عن أي شيء ، سيتم الشفاء., و ما التعذيب فى لسان القرءان سوى تحويل غير الملائم و غير المستساغ الى نقائه و صفائه .. و يمكنك ان تستحضر تعذيب الماء المالح الى فرات ؛ كى تتحصل على الصورة التى أصفها لك هنا
ثانيا : رؤية ما يخفيه الآخرين و التعاطف معهم :
بجانب شعورك بمشاعر الآخر ؛ أنت ايضا تتعاطف معه و هى حالة تستحق الإحتفاء بها لانه إذا أردت أن يتعاطف معك ربك و الملأ الأعلى ؛ فعليك أن تتعاطف مع الآخرين , و ستجد فى هذا وجعا و قسوة .. قد تتساءل ؛ فكيف يفترض أن تكون مصدر علاج لغيرك , إذا آلمتك معاناة الآخرين ؟ و ستجدك تحادثك ؛ و لم أنا بالذات يصيبنى هذا و يؤلمنى و يضايقنى و ربما يكون سببا فى خوف الآخرين من وجودى ؟ يخاف الآخرون من وجودك لانك ترى فيهم ما لا يرون فى انفسهم و تكشفهم , فدعنى اطمنئنك ؛ بأن هذا الأمر ليس دائما للابد .. إنه مؤقت و سينتهى كلما تشافيت أنت , فالامر أولا و أخير متعلق بك أنت ..
أمور كثيرة كنت مستعدا للقتال من أجلها , حان الوقت للتساؤل عن ماهيتها و صحتها من عدمه , حالة من الغربة و الوحدانية , و ربما العزلة , ستجدك فى أحيان كثيرة ؛ تضحك من كونك لم تتساءل قبلا عن هذه الامور و كنت تعتبرها مسلماات و بديهيات غير قابله للنقاش .. المفيد هنا و النصيحة ؛ هى أن تبدا فى أخذ الامور بسهولة و بساطة , تخلص من عقد الشعور بالذنب و أنت تغادر هذه التساؤلات و التابوهات .. لا تناقش الآخرين فيها .. فلم يصلوا بعد الى مستوى وعيك , و لن تجد منهم سوى النفور و الاندهاش .. و كثيرا من الاتهامات .
رابعا : شعورك بالضيق :
حال توغلك فى رحلتك هذه " رحلة شفاءك " تشعر بكونك عالق , بينما تريد المضى قدما و بطريقة حتمية , تشعر ايضا باستحالة التراجع ..و ستجد أنك تضغط على نفسك فهى " أمارة بالسوء " , و تستشعر بقوة تلك العقبات التى تعترض طريقك , هذه العقبات , ستجد من حولك من يدعمها و يراكمها فى طريقك و كأنها تتحول إلى جدار يمنعك من التقدم الحتمى .. إنها ثقافة القطيع الذى يرى بأنك مارق و متمرد , و فى احوال كثيرة ناكر للجميل أو متخل عن مسئولياتك .. هذا نوع من محاولة منعك من المضى قدما .. إقرأ إن شئت " يا أيها اللذين آمنوا ؛ عليكم أنفسكم , لا يضركم من ضل إذا أهتديتم .." هم لم يئن أوانهم بعد فلا تستعجل عليهم و لا تنتظرهم .. و تأكد أنه كلما قويت معاناتك و آلامك ؛ فالصفاء و العذوبة و النعم الموعودة ؛ قادمة بأمتع ما يكون , و ستنظر وراءك و تضحك ..
شفاء الروح ؛ ضرورة
فى رحلة اليقظة الروحية ؛ حالة التشافى و العذوبة ؛ هى أمر لازم للمضى قدما نحو التمكين و الاستقرار و الثقة , سوف تتعلم ان أفضل ما يمكنك التزود به منها هو التقوى .. و هى ليست الخشية أو الخوف من رب العالمين , بل هى التعلم من مرارة تجاربك و أخطاءك و معايب النفس فيك ؛ هى ألا تتأذى من نفس المصدر مرتين .. " و تزودوا , فإن خير الزاد .. التقوى "
يقظتك الروحية لن تكون حالة مفاجئة , كما انتقالك من حالة الى حالة , بل بمرورك بتجارب و آلام تساعدك على التخلص من انوات النفس السلبية , و الاستمتاع بصعودك كلما تخلصت من واحدة الى أن تصفو و تعذب نفسك ؛ فتتحد مع روحك " جوهرك " , و من ثم يسهل عليك التواصل المباشر دون رمزيات ؛ مع ذلتك العليا .. و المصدر الكلى " الله " جل جلاله .
و الآن دعنى أسألك ؛ هل تجد فى نفسك إحدى هذه العلامات ؟ إذا كان ؛ فذاتك العليا تحاول الاتصال بك و إرشادك , لأنه قد جاء وقت بداية رحلتك , و تذكرى / تذكرى ؛ رحلة الروح نحو نقائها و صعودها ؛ فردية لا أحد سيعاونك فيها .. ربما هذه الاشارات التى أعطيكها ؛ لم يحظ بها من سبق , و كثير ممن حولك سيتندر على انشغالك بهكذا قراءات .. ذلك أنه لم يأت استحقاقه بعد .. فهللا أخبرتنى عما تجده فى نفسك منها الآن ... ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق