قبو سفالبارد العالمى للبذور
هل العالم بحاجة الى تخزين الحبوب فى " بنك عالمى " ؟
هل تخيلت يوما أن طوفانا كالطوفان العظيم ؛ يمكن أن يجتاح الأرض يوما ؟ أن تقوم حربا كتلك المتوقعة بين يوم و آخر تفنى فيها البشرية إلا قليلا .. ؟
هناك من توقع ذلك و تحسب له و أعد عدته .. فإلى جانب الدول و القبائل فى المناطق النائية من العالم ؛ و التى أنشأت ما يزيد عن 1700 بنك جينى حول العالم لتخزين محاصيل زراعية و زهور و أشجار و غيرها مما يمكن أن تبدأ معه بحياة جديدة لو لا قدر الله " استبدلنا بقوم آخرين " يحبهم و يحبونه " , لكن هذه البنوك معظمها معرض لخظورة التدمير لأسباب كثرة غالبا تعتمد على قدرتها على الصمود فى وجه التدمير المتعمد فى الحروب او تدمره كوارث طبيعية .. بل لأسباب تافهة كنقص التمويل أو سوء الإدارة و الفساد , بينما فقدان أحد المحاصيل الغذائية ؛ هو أمر غاية فى الخطورة ؛ ذلك أنه لا يمكن تعويضه من أى مصدر .. و سبحان الله أحسن الخالقين
قبو سفالبارد كان حلا مثاليا
بما أن البنوك المحلية حول العالم - كما راينا - غير كافية لحفظ البذور ؛ كان التفكير فى إشاء قبو عالمى للبذور , ليكون مرفق تحزين احتياطى لبذور " تقاوى " كل ما يمكن للأنسان احتياجه عقب أى كارثة محلية أو عالمية و هو ما يعنى جمع عينات احتياطية من مجموعات المحاصيل و المزروعات ذات القيمة و الفائدة من كل أنحاء العالم , و حفظها فى قبو كهفى بجزيرة قطبية نرويجية بأرخبيل " سفالبارد" الذى يبعد عن القطب الشمالى حوالى 1313كم , و يعلو سطح البحر ب 130 م ,
يتميز بتربة صقيعية و قاعدة من الصخور السميكة ؛ و هى ظروف جديرة بحفظ البذور مجمده و لا مجال لإخمال موظف لا ينتبه لانقطاع التيار على سبيل المثال , و بهذا يمثل القبو الملاذ الآمن و الجدير بمهمة بهذه الخطورة .. حيث يحتفظ بخيارات الحياة و استمرار الجنس البشرى ؛ أمام تحديات المناخ و الكوارث البيئية و النمو السكانى و يؤمن معيشة الملايين لقرون طويلة . القبو تم افتتاحه عام 2008 به خمسة ابواب بأقفال مشفرة تجعل أمانه على درجة اليقين التام
سعة قبو سفالبارد التخزينية
يسع القبو العالمى لتخزين 4,5 مليون صنف من المحاصيل , من كل صنف 500 بذرة فى المتوسط , و هو ما يساوى 2,5 مليار بذرة يمكن للقبو استيعابها .. حاليا يحتفظ قبو سفالبارد بما يزيد عن 900000عينة تم إيداعها من كل بلاد العالم و هى تمثل الاصناف الغذائية و الفريدة من افريقيا و آسيا مثل الذرة و الارز و القمح و اللوبيا و الذرة الرفيعه " العويجة " و كذا اصناف من الخضروات من البطاطس و الباذنجان و الخس و الشعير .. بينما من أوروبا و امريكا الجنوبية فهو يحتفظ بالفعل بافضل تنوع من بذور المحاصيل الغذائية فى العالم .
كيف يدار الأمر فى قبو سفالبارد لتخزين البذور
ينصب تركيز قبو سفالبارد على حماية أكبر قدر ممكن من المواد الوراثية للمحاصيل الفريدة فى العالم , مع تجنب تكرار غير الضرورى , و قد يستغرق الامر عدة سنوات بسبب كون بعض البنوك المحلية لهذه الجينات تفضل مضاعفة مخزونها من البذور اولا , بالإضافة ألى أن بذورا أخرى تحتاج الى التجديد قبل أن يتم شحنها الى قبو سفالبارد .
تتوفر فى قبو سفالبارد درجة حرارة طبيعية -18 تحت الصفر كلازمة لتخزين أمثل على رفوف القبو ؛ حيث تضمن البرودة و الرطوبة هناك انخفاض فى التمثيل الغذائى كى تبقى البذور خية لاطول فترة ممكنة من الزمن ..
فكرة قبو البذور فكرة نرويجية وافقت عليها دول الشمال الاوروبى , و تشرف عليه منظمة عالمية معتمدة دوليا تدعى (Global Crop Diversity Trust) و هى التى تنظم التسليم و التسلم و الرعاية و ابحاث الجينات الوراثية للمحاصيل النادرة ايضا .
قد يكون صندوق دولى للبذور أوبالأحرى صندوق أسود
يقوم المودعون وفقا لقانون دولهم و للقانون الدولى بإيداع بذورهم بنوعية جيدة و منتقاة بعناية و غير مكررة , و سيوافق قبو البذور العالمى على تلقيها بموجب النظام متعدد الاطراف و بوجب المادة 15 من المعاهدة الدولية الخاصة ؛ على تلقى البذور التى تنفرد بها دولة دون الآخرين , و تظل كل دولة مالكة لما أودعت لا يمكن لآخرين الوصول الى حصتها ؛ و كأنه حساب بنكى , فهى الوحيدة التى يمكنها فتح صندوقها و سحب بذورها أو جزء منها .. ربما هذا ينطبق على الحال طالما ليس هناك كارثة شاملة لكل العالم , فعندها فقط يمكن لاى كان الوصول الى ما أمكنه لبدء حياة جديده .. ربما هذا هو سبب التسمية الأخرى التى أطلقت مؤخرا على القبو " قبو ديموس داى "
المصادر
http://www.abc.net.au/news/2016-03-07/seeds-of-salvation-enter-the-arctic-doomsday-vault/7220514
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق