أنت روح ابدية خالدة .. وعى يتوسع و ينمو مهما مر بتجارب فى حياته .. نختبر اللون و الصوت و كل حدث أو تجربة , و كل فكرة عابره أو شعور تؤثر على وعيك بالإيجاب حتى ما تظنها تجارب شقاء أو معاناة .. إنها تترك فيك - كوعى - علامات و دروس تختزنها فى الذاكرة الروحيه تزيد من خبرتك و توسع وعيك و ترقى روحك .. و إذا لا يضر الوعى شىء ما أيا كان , قد يتضررالجسد لو أنك سمحت لشىء ما خارجى أن يؤثر على طاقتك ؛ هالتك ؛ و من ثم تؤثر على جسدك , لكن وعيك .. روحك التى تحتوى جسدك لا يمكن أن تتأذى بشىء من هذا , و هذه أخبار جيده فى كل الأحوال .... لا يمكن أن يتأذى وعيك و لا يمكن لأى شىء أن يؤذيه ..
لا يمكن لأى قوة فى العالم أن تؤذيك
هذا لا يعنى ان الوعى لا يتأثر بالامور الجيدة او السيئة حين تصادفنا , فكل فعل مؤذ او حدث غير لطيف يمكنه أن يترك انطباعا فى وعينا , لكنه فقط ذلك الانطباع الذى لا يؤذى أو يدمر, بل سرعان ما يلتئم و لا يدوم , فلو كان من شأنه أن يدوم لتقبلنا كونه أمر أضر بنا .. و لكن اذا كان التأثير أو الاذى بتعبير أدق غير دائم و يمكن تجاوزه فهو ليس أذى و لا ضرر .. بل هو فى نهاية المطاف ؛ تجربة يمكن الاستفاده منها حيث تتراكم خبراتنا و العلامات التى يمكنها السكنى فى اللاوعى الذى اسميه " ذاكرة الروح ".. و ساقرب لك الامر و لو قليلا .. هب أننى أعطيتك زجاجة مياه غازية مثلجة و قبل أن تتلقفها منى ؛ رججتها بقوة و منحتك إياها .. لو مررت بهذه التجربة ستفكر قليلا قبل أن تفتحها , بينما غيرك لم يمر ؛ سيسارع بفتحها و سيمر بالتجربه .. هل وعيتها الآن ؟ بالتأكيد , اذن الوعى لا يتأذى , إنما يتوسع مهما مر بتجارب الحياة حتى لو تأذى منها الجسد ..
فماذا انت ؟ و ماذا أنا ؟
انت روح أبدية و مدركة , أنت وعى يعيش تجربة جسدية , و ليس العكس .. لهذا قد يتضرر جسدك و ربما بشكل دائم , تماما مثلما تتضرر سيارتك .. منزلك .. تليفونك , لكن وعيك سرعان ما يتعافى من هذا و يمر به .. مهما كان الضرر أو التأثير فى الجسد او ما تملكه من مادة أرضية ؛ فإن الوعى سرعان ما بتعافى رويدا حتى يختفى تماما هذا الأثر حتى لو كان من العمق ليستمر سنوات .. بينما تبقى فى ذاكرة الروح خلاصة تجاربها .
فما الفائده إذن من هذا المفهوم بنهاية المطاف ؟
عندما تدرك أن طبيعتك كروح واعية لا يمكن أن تتضررو لها ذاكرة تخزن فيها تجاربها ؛ فهذا يهون عليك كثيرا صعوبات الحياة .. لو تذكرت ذات مرة أننا مثلنا الروح و الجسد بسائق السيارة و سيارته .. تخيل أن حادثا نال من السيارة كثيرا بينما صاحبها او سائقها خرج معافى , فإننا نعتبر صاحب السيارة هذا من المحظوظين , لاننا لدينا وجهة نظر نسبية حول اهمية السيارة و صاحبها نفسه , يمكنه شراء سيارة جديده , و لكن هل يمكنه شراء جسد جديد ليحل فيه مكان الجسد المتضرر؟؟ ربما فى حياة اخرى ..
إذن وعيك .. روحك باقيه و الجسد فان و ليس باق , و هو يتأذى و تحزن روحك و يتأثر وعيك بصفة مؤقته ثم يتخطى الامر و يتعافى مستفيدا بما مر به .
وعيك و روحك .. يقاس بتجاربك .. القاسية
بعض الأمور أو الأشياء لا تزال تمثل فى حياتنا أهمية أكثر من غيرها , لا يزال الجسد يجد صعوبة و ألما أكبر من ضرر يلحق بالسيارة أو أى شىء مادى , و لكن من خلال معرفتك بأن طبيعتك الحقيقية هى هذا الأثير الذى يمثله الفضاء الواسع الذى لا يمكن أن يتضرر ؛ يمكنك رؤية الصعوبات الأكبر .. بل و حتى المآسى فى الحياة أمرا هينا , بل لا شىء سوى تجربة تترك لك علامات و دروس منطبعه فى لا وعيك " ذاكرة روحك " و ستجدك فيما بعد .. تتصرف و كأنها أمورا عادية و لا شىء ..
وعيك هو روحك الخالدة الأبدية
أنت الآن تعرف بأن هذه التجارب و المآسى , و هذه المسرات و الممرات ؛ عبارة عن تجارب تثريك و توسع وعيك و ترقى روحك مهما كانت قاسية هذه التجارب و مهما كانت مسرة , لا شىء يمكنه أن يضر روحك الخالده بخلود نافخها فيك .., لا يمكن لشىء ما أن يضرها .. طبيعة حقيقتك الأثيرية كروح خالدة تثريها كل تجربة تمر بها , بل إن كل لحظة تمر بها تضيف إليها عمقا و ثراءا .. و نحن نشعر بهذا فى أشخاص نعلم أنهم مروا بكثير من التجارب القاسية فى حياتهم و الذين تقبلوا مآسيهم و صعوبات حياتهم بحكمة و عمق و سكينة لا تتأتى سوى من مثل هذه التجارب المؤلمة و غير المرحب بها ..
و منها يأتى الإستعداد للتقبل و الحصول على خبرات جديدة و علامات جديدة تنحفر فى اللاوعى لدينا الذى نسميه " ذاكرة الروح " ؛ ذلك الذى نسميه توسع الوعى و غناء الروح , فجسمك .. عواطفك .. عقلك و شخصيتك كلها يمكن لوعيك المتوسع أن يسيطر و يتحكم فيها و يضبطها .. فأنت الحقيقه ؛ و الحقيقه لا يمكن إيذاءها ابدا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق