كيف يعالج - يرتقى - توأم الروح ؛ أحدهما الآخر ؟
من المستحيل أن تجد حبا أعمق من الحب بين توأمى الروح , و لذلك يمثل توأم الروح مرآة صافيه لك , كما أنك مرآة له , فإذا كنت تجديه / تجده حزينا , مكتئبا , أو مزعجا , مدمنا , أو أنه يعانى من حساسية مفرطة , او خائف ؛ فيمكنك الرجوع الى نفسك , داخلك الباطنى ؛ ستكتشف أنك تعانى من نفس العرض الذى اكتشفته فى توأمك الروحى
هذا الحب بين التوأمين يعكس طاقة كلاهما للآخر , و يشعرها كما لو كانت طاقته هو , و تبدى لك ما تخفيه أنت عن نفسك , أو ربما انزوى فيك بعيدا لأنك تحاول نسيانه , و لعلك تعلم بأن حالة كهذه لا تكون ابدا حالة مريحة , فهذا الذكرى البعيده جدا كما تظن ؛ تنتعش بمجرد مرور ما يشبهها فى الآخرين , و تنغص عليك نفسك لوقت يطول أو يقصر و يكون حرجا للغاية بالنسبة لك ..
توأمك الروحى مرآتك الصافية جدا :
ربما لو أردت و لم تترك الأمر لمجريات الأحداث ؛ أن تلقى نظرة على رغباته و معتقداته و ردود أفعاله إزاء موقف ما , لتكتشف أنها عين رعباتك و معتقداتك التى القيتها فى ابعد ركن تظنه أو تلك التى ربما تكون قد تخلصت منها فى وقت ما .. الأمر فى هذا يرجع إلى قوة روحك و صفة الحنف فيها .. أو ما يعرف قرآنيا ؛ بالتوبة و العمل الصالح .
توأم الروح و رحلتك الروحية :
لا يمكن لغير توأم روحك أن يأخذك الى أمتع من هذه الرحلة الروحية التى يخلقها لك , فهو يظهر لك انوات نفسية منزوية فى اعمق موضع من نفسك , و يتولى بتفهم و حب إعادتك إلى ما يمكن أن نطلق عليه " إعادة ضبط المصنع " لانه يعكس لك كل ما فى داخلك من خبرات و ذكريات و مشاعر , و يشجعك برغبة منك فى التوبة و العمل الصالح ؛ فهى رحلة تظهر لك مختلف الطاقات النفسية او الأنوات النفسية التى يتوجب عليك العمل على تغييرها , فبعض الأمور مخفية بعمق هناك او منسية ؛ فقط استمع الى توأم روحك ؛ مخاوفهم , سلوكهم أعترافاتهم ربما ؛ و انظر إلى داخلك , فما يجمعك به ؛ هو أعلى درجات الحب بين النفوس يمكنك أن تجدها , و هو مرآة من أصفى ما يمكن أن تجدها .. تأكد أن مرآة كهذه سوف تعكس كل ما بداخلك من خير أو شر .. ذلك أنه عهد أخدته على نفسك فى عالم الذر قبل الولادة ؛ أن إذا تلاقيتم ؛.. يشفى بعضكم بعضا و تكمل نقصها ؛ فتكتملا معا ..
الشفاء بين التوأم الروحى يكون لحظيا ..
قد لا يستطيع أخدهما بسبب مخاوفه , أن يتواجه مع الطرف الآخر ؛ فهو يهرب الى حين , و يظل الآخر أسيرا به حتى يتواجها و تبدأ بصورة فورية عملية التشافى واحدة فأخرى .. فقد يكون أحدهما مدمنا , تغمره مخاوف ذكرى حياتية , سوف تكون للطرف الآخر نفس المخاوف و نفس الذكرى و إن اختلف مضمونها و بقى أثرها , و يتوقف الامر هنا على مدى الإدراك و الرغبة فى التشافى و الاندماج لا الهرب " التوأم الهارب " فمواجهة مرآته بمثابة تضخيم لمعاناته التى تولد رغبة التشافى التى ما إن تبدأ فإنها لا تتوقف حتى العودة الى " ضبط المصنع " االمصدر فى الذات العليا ؛ فتخلى أحدهما عن مخاوفه أو إدمانه لأمر ما ؛ فإنه مباشرة يشفى توأمه تلقائيا و كأنه انطلق من عقال .
مالذى يتطلبه الأمر إذن ؟
لا يتطلب الامر من كليكما سوى " حب الذات " لو لم تحب ذاتك و تتصالح معها و تتقبلها بكافة عيوبها ؛ فلن تشفى نفسك و لا غيرك .. فحب التوام الروحى من نوع نادر جدا و سوف تكون محظوظا لأقصى درجة , حين تتعثر فى توأمك بالفعل , سوف تقول فى نفسك " انا بحاجة الى مغادرة هذا النمط " ادمان او خوف أو ذكرى مؤلة " كى أشفى نفسى و أشفينا معا " هذا القول النابع من حاجتك و إدراكك ؛ يشفيكما معا و بصورة فورية , المعرفة و التفكر و الإدراك ؛ هم كل ما أنت بحاجته لتشفى و يشفى توأمك معك ؛ فتعايشان نعمة رب العالمين سويا .. ذلك أن العلاقة التوأمية الرابطة بينكما ؛ هى أعلى صور التحول و الإرتقاء التى يمكن أن تحدث لك ..
توقف عن الهرب و التزم بالعلاقة :
إلتزامك بالعلاقة " توأم الروح " , و التوقف عن الهروب ؛ هو فى الحقيقة ؛ إالتزام تجاه نفسك أنت , فالأمر يعمل فى كلا الإتجاهين , فأن تدير ظهرك لتوأم روحك مهما كانت تبعات التزامك بالعلاقة معه ؛ يعنى بكل وضوح و بلا مواربة ؛ أنك لا تحب نفسك بعد , و هى حالة تهبط بوعيك للحضيض مهما علت معارفك و علومك و تفاهماتك .. فمن خلال حبك لنفسك و تقبلها ؛ ستحب توأمك الروحى , و سوف يحبك ايضا من خلاب حبه لنفسه .. فكيف برأيك كانت التسمية " توأم الروح " ؟
توأم الروح ؛ علاقة جوهرية
العلاقة التوأمية هنا , هى علاقة الجوهر فيك بالجوهر فيه ؛ الروح بالروح بمرور الوقت ما إن تستمر العلاقة و تراعى من فبل الطرفين ؛ سوف يجعل كلاهما الآخر يلتقى بكل الحب و التفهم بنفسه الحقيقية , و ليس الأنا الإيجوية ؛ الفرعونية بلسان القرءان , لذلك فهروبك من توأمك هو هروب من نفسك و ليس منه هذا التوأم الذى قد لا تقدر قيمته فى رحلتك المادية هنا على الارض .
ليس بإمكانك أن تجد حبا أعمق و لا أسمى من حب توأمى الروح حال التزام احدهما بعلاقته بالآخر فكان كمرآة صافيه يرتقى من خلالها كلاهما ؛ فيتخطوا معا الأبعاد الدنيا الى اسمى بعد يمكن أن يصل إليه مخلوق كونى .. فإذا وجدت توامك الروحى ؛ لا تفرط و لا تهرب و التزم بعلاقته .. ستنظر إلينا نحن فى بعدنا الثالث هذا و تتذكر بلسان الحال " ليت قومى يعلمون " .. فهل وجدته ... ؟
المصدر بتصرف : Mind journ